ما أبيضش من الجير ويتلاح في الركاني، وما أكحلش من الجاوي وينباع غالي

قيمة المرء ما يحسنه كما يقول الإمام علي كرم الله وجهه، وقيمة الشيء بفائدته وليس بشكله ولونه أو مظهره، وفي المثل الشعبي “لا شيء أكثر بياضا من الجير ولكنه يرمى في غالب الأحيان، ولا أكثر سوادا من بخور الجاوي ولكنه يباع بأغلى الأثمان” والجير مصدره من الطين والمركبات الصخرية الجيرية وله فائدة تقوية التربة، أما الجاوي فهو بخور منه الأسود والأحمر، والأول أفضل وأعطر رائحة ويستعمل للتعقيم في البيوت والوقاية من الأمراض ويقال أنه يطرد الشياطين، ورغم أن الجير أيضا له فائدته إلا أن العبرة في المثل هي أن المظاهر لا تهم بقدر ما هو عليه باطن الشيء، ونحن في زمن متخلف يستمد أغلبنا معايير مكانته من الشكليات والمظاهر الخارجية، متناسيا ما يحتويه الداخل من مكنونات نفسية تسمو به، وما يستطيع أن يقدمه من أعمال جلية تفيد الآخرين.. حينها فقط يمكن أن يكون في مرتبة “أبيض من الجير وأغلى من الجاوي”.