مد رجليك قد حصيرك

وإن كان يقال بصيغ مختلفة مثل على قدر لحافك أو قد بساطك فالمعنى واحد، وهو مثل يضرب في النهي على تجاوز المرء لحدوده وخصوصا فيما يخص مصرفه، حيث لا يعمد الكثير منا إلى ترشيد استهلاكه والقناعة بما لديه والصبر على مقتضيات المعيشة والأزمات، وعوضا عن ذلك السير بعقلية “أحييني اليوم واقتلني غدوة”، و”انفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”. ومن يطيل رجليه أكثر من بساطه هو من ينظر إلى كل الأمور أنها من حاجياته الأساسية، وهو امرئ لا خير فيه بحق لأنه لا يدرك مصلحته الشخصية بتعقل، يقول أحد الشعراء : ” لا خير فيمن لم يكن عاقلاً —  يمد رجليه على قدره ” وليس هناك من رد أفضل من بيت شعري آخر: “لا خير فيمن لم يكن عاقلاً — يأخذ من يُسْره إلى عُسْره” حيث يحبب في المرء أن يأخذ من اليسر إلى أيام العسر، وليس العكس أي بالتعسير بمد الرجل أكثر من بساطها.